أنصاف الأشياء- لا تعش بنصف، اختر الاكتمال دائمًا

المؤلف: ريهام زامكه10.10.2025
أنصاف الأشياء- لا تعش بنصف، اختر الاكتمال دائمًا

(أنصاف الأشياء):

يالها من فكرة تبعث على السخرية! وكأننا نفر من الكمال ونتوجس منه!

كنصيحة خالدة راسخة: لا تحيا حياة مبتورة، ولا ترض بعلاقة أو صداقة منقوصة، ولا تنتقي حلاً جزئياً، أو تقتنع بشخص غير مكتمل، لأنك إن فعلت ذلك، لن تحصل إلا على الجزء الفارغ والناقص!

(نصف حياة):

أجل، هذا صحيح تماماً؛ إذا اخترت أن تعيش حياة قاصرة، فسوف تجد نفسك منقاداً وراء سراب النصف الآخر، باحثاً عنه جاهداً ولكن دون جدوى، بل ربما لن يكون له وجود أصلاً في مسيرة حياتك!

لأنه، وبكل تأكيد، سيكون هو أيضاً مستغرقاً في إكمال نصف حياته الآخر، وستجد نفسك معه معلقاً في منطقة ضبابية، بين المعضلة والحل، في هوة رمادية لن تخسر فيها سوى ذاتك وهويتك.

(نصف علاقة):

هي تماماً كأن يمنحك أحدهم شطر قلبه، وجزءاً من روحه، وهالة من وجوده، وقسطاً من مشاعره، وقدراً ضئيلاً من اهتمامه، فتغدو متوسلاً مستعطفاً، وتستجدي مشاعره المتناثرة، وتهديه كلمات التمني: «لا تسرق الوقت من غيري أنا مابي زمن غيري».

وتعيش مع هذا الشخص في دوامة من الحضور الشاحب والغياب المتقطع، وتظل أنت معلقاً على مشجب أعذاره الواهية وظروفه المتقلبة.

(نصف صداقة):

هي أن تنشد صديقك وتتحرى عنه، فتجده حاضراً (بكامله) في لحظات ابتهاجك وأوقات فرحك، ولكنه يتوارى عن الأنظار ويختفي أثره أو يظهر (بصورته الناقصة) في لحظات حزنك ومعمعة همومك، وبدلاً من أن تجد يديه مبسوطتين بالسلام والمودة، تراه ملوحاً مودعاً من مسافة بعيدة.

لا تصاحب أشباه الأصدقاء وأنصافهم؛ فهم (كالنعامة) التي تدس رأسها في الرمال وتغض الطرف عنا في اللحظات التي بأمس الحاجة إليهم.

(نصف حلم):

استفق منه وانهض! لا تنخرط فيه مجدداً، ولا تعلق آمالك في الفراغ والهواء!

لا تراودك الأحلام بالطيران ومعانقة السحاب، ثم تهوي فجأة إلى القاع، ولا تحلم بالحب وتلامس كفاً حنونة دافئة، ثم تستيقظ على «وجه صديقك العكر» المقطب.

ولا تجتهد أيضاً في أن ترى صورتك في مرآة الحلم كاملة مكتملة، ثم تصدم وتتفاجأ حينما تستيقظ بأنك ناقص ومشوه، وأن كل ما رأيته لم يكن سوى محض خيال ووهم، وأن الحقيقة المرة تنتظرك في العالم الخارجي.

(نصف حقيقة):

هي كأن تستمع إلى الكلمات والعبارات، ولكنك تعجز عن فهم المغزى والمعنى الحقيقي، بل كأنك تعيش في عالم نصفه يضيء بنور ساطع والنصف الآخر يخيم عليه الظلام الدامس، تعرف بداية الدرب ومنطلقه، ولكنك تجهل تماماً ما هي نهايته ومآله!

كل شيء يبدو معتماً غامضاً، حتى لو كنت تظن أن الحقيقة قريبة المنال، وأنها قاب قوسين أو أدنى، ولكنها في الواقع أبعد ما تكون عنك.

نصف حقيقة تدفعك إلى الاعتقاد بأنك تعلم كل شيء وتدرك كل الأمور، ولكنك في الحقيقة تجهل كل شيء وتفتقر إلى المعرفة والإدراك.

(نصف كلمة):

إذا تشعبت الطرق وتعددت الخيارات، فانتقِ ذاتك ودللها دائماً وأبداً.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة